في تناغم بديع بين علماء الهندسة الوراثية وآيات القرآن الكريم، عندما نادى سيدنا زكريا ربه {قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا} [مريم:4] أثارت هذه الآية الكريمة إهتمام العلماء وإستطاعوا كشف أسرار الآية الكريمة بإكتشاف مركب فعال في الخلايا اسمه بيروكسيد الهيدروجين -H2O2-.. من خصائصه أنه قابل للإشتعال بتقدم العمر.. ويؤدي زيادة تركيزه لحدوث تفاعلات كيميائية في الخلايا.. مما يمنع خلايا الميلانين المسئولة عن الصبغة ولون الشعر الطبيعي من التشكل.. وبمعني أدق كما تشرح د.أميمة خفاجي أستاذ الهندسة الوراثية بجامعة قناة السويس: أن هذه المادة تهاجم الأنزيمات المسئولة عن تصنيع صبغة الميلانين.. فيصبح الشعر لونه أبيض.. فالمادة القابلة للإشتعال عند زيادة تركيزها مع زيادة العمر تشتعل.. فكان تعبير القرآن الكريم في منتهي الدقة.
وإنطلاقا من هذه الحقيقة الجينية أعلن العلماء كما تضيف د.خفاجي أنه يمكن التدخل بالعلاج الجيني لمنع حدوث هذا الإشتعال.. ويحاول العلماء الآن التوصل إلي طريقة مثلي إذ أن الجينات لا تعمل بمفردها.. وقد نستطيع منع زيادة هذه المادة المسببة للاشتعال والشيب.. ولكن قد يحدث أي أثر غير متوقع نتيجة عمل الجينات في منظومة دقيقة.. ولذلك تتم دراسة هذا الموضوع الآن بمنتهي الدقة.. وسوف تلعب الخلايا الجذعية دورا مهما في هذا الشأن.
المهم..أن الشعر الأبيض سوف يختفي إلي الأبد..وقد يسبب ذلك خسائر هائلة لشركات صناعة الأصباغ!
الكاتب: رياض توفيق.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.